06‏/11‏/2008

أمي ..........هل تسمحينَ بحُضنِكِ!!

قصيدة رائعة أعجبتني وودت نقلها لكم :

أمي ..‏
وقد عبث الهوى في قلب طفلكِ ..‏
واصطفاهُ لتوأمٍ لم تنجبيها ..‏
أشرقَتْ في روحِهِ ..‏
رَحَلَتْ بهِ في كوكبِ الأحلامِ والعشقِ الفضاء ..‏
وقدِ استفاق على نشيد العدلِ بين الكائنيْنْ ..‏
لا مثلَ حظِّ الأنثييْنِ ..‏
ولا وجودَ سوى لقوّام النساءِ .. ‏
السَّيِّدِ الرَّجلِ المتوَّجِ وحدَهُ مَلِكاً على كلِّ الإماء ..‏

لا مثلَ حظِّ الأنثييْنِ ..‏
كأنَّ كلَّ حِياتنا إرْثٌ ودَيْنٌ ..‏
أو كأنَّ بقاءنا محضُ انتظارٍ للفناء ..‏

الآن يا أمي ..‏
وقد أدركتُ أنَّ أنوثَةَ الإنسانِ سرٌّ للعطاء ..‏
الآن يا أمي ..‏
أراكِ مليكةً في الأرضِ ..‏
معراجاً لتسبيحِ الفضيلَةِ في السَّمَاء ..‏

الآن أقدرُ أن أضمكِ ..‏
آه .. كم يشتاق صدري دفءَ صدركِ ..‏
منذُ أن غيلت براءاتُ الطفولةِ - من سيوفِ الشكِّ والتأثيمِ - في أرواحِ كلِّ الأبرياءِ ..‏
وأنشِئتْ باسم التقى والدين مشنقةُ النساءِ ..‏
وأصبحَ العَقْلُ العناءْ ..‏

لا زلتُ أذكرُ يا حبيبةُ ..‏
حينَما انتحبَ الحنانُ واجهشتْ روحُ الطفولةِ بالبكاءْ ..‏
إذْ قيل لي:‏
لن تستطيعَ النومَ في أحضانِ أمكَ مرة أخرى ..‏
فإنَّكَ قدْ كبُرتَ وصرتَ في صَفِّ الرجال ..‏
وأنتِ في صفِّ النساءِ ..‏
الفتنةِ العَوْجاءِ تعصَفُ بالعقُولِ المستديرةِ كالعقالْ ..‏
وكأننا سوقٌ ..‏
بآخرِ رُكنِها نوقٌ ..‏
وفي باقي حضائرِها جِمالْ ..‏

أو أنَّنا إنسٌ ..‏
يَرانا - حيثُ لا يبدو لنا - جِنٌّ ..‏
وفوقَ رؤسهم شُهُبٌ ..‏
ودونَ لقائناَ حجُبٌ ..‏
وكلُّ حديثِنا خوفٌ .. فضولٌ .. واحتمالْ ..‏

والآن قد رشد الفتى حباً ..‏
وعادتْ للعروقِ دماؤُها الخضراءُ ..‏
وانكشف الغطاء ..‏

هل تسمحينَ بحُضنِكِ ..‏
المهجورِ من زمنِ الشَّقاءْ ..‏

إبراهيم حجاب


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

قصيدة جميلة

منذُ أن غيلت براءاتُ الطفولةِ - من سيوفِ الشكِّ والتأثيمِ - في أرواحِ كلِّ الأبرياءِ ..‏

شكرا لك

غير معرف يقول...

Lucky Club Casino Site - Slots & Live Vegas
Lucky Club Casino offers a great selection of Casino Slots, Live Games and Virtual Sports, along with luckyclub over 200 great ways to win. Play over 500 of the latest