مقال ممتاز يهتم بظاهرة الإعجاز العلمي في الإسلام وهو ويمثل وجهة نظر" إسلامية" للموضوع.
القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء
[ الإعجاز العلمى خطر على العلم وعلى الدين كما ذكرنا وذلك للأسباب التالية :
• منهج العلم مختلف عن منهج الدين، وهذا لا يعيب كليهما ولا يعنى بالضرورة أن النقص كامن فى أحدهما، فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك "العلمدينى" بتعشيق هذا فى ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً، فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت، العلم لا يعرف إلا علامات الاستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الاجابة ، كلمة السر فى العلم هى القلق أما فى الدين فهى الاطمئنان ، هذا يشك وذاك يحسم ،وكل القضايا العلمية المعلقة والتى تنظر الاجابات الشرعية لن تجد اجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الاجابة قد ضلوا الطريق فالاجابة تحت ميكروسكوب العالم وليست تحت عمامة الفقيه،والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلى وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر ،ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها إلى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه فى كل إتجاه ،ويتحول الدين إلى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم ،وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الدينى سواء كان آية أو حديث نبوى وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية ،فتصبح الحجامة هى الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافى طبياً وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت فى أحاديث نبوية ،ويصير العسل دواء لمرض البول السكرى بدون مناقشة لأعراضه الجانبية فى هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاء قرآنياً لكل الأمراض ، ويصمت الجميع خوفاً من إتهامات التكفير وإيثاراً للسلامة لأن الطوفان عالى والجميع يريد تصديقه .
• هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمى المخدرة تغرى رجل الدين بالتدخل فى شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته،والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل فى بلادنا المسلمة فهذه النظرة الكوكتيل التى تنظر من خلال عمامة رجل الدين إلى الأمور العلمية هى التى عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة فى مصر، وهى التى تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية ،وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل فى علوم الفلك ...الخ ،والأخطر أنها تجعل علماء المسلمين دراويش فى مولد أو كودية زار ،فيجهدون أنفسهم فى دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه فى فوائد بول الإبل ...الخ ،يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً ويؤلفون نصباً لا إبداعاً ،ويركنون إلى الدعة والتراخى والترهل فيكفيهم أنهم أصحاب العلم اللدنى لدرجة أن البعض فسر تقدم الغرب العلمى بأن الله قد خدمنا وسخرهم لخدمة المسلمين يعنى هم يتعبوا وإحنا ناخد على الجاهز !!.
• القرآن كتاب سماوى محكم وشامل ،أحدث ثورة وتغييراً شاملاً فى مجتمع صحراوى بدوى ضيق ومنه إلى الكون كله ،ولكى تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوى بلغته ومفاهيمه بمافيها المفاهيم العلمية السائدة فى هذا الوقت،ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها وإلا لكنا أمام كتاب ألغاز غامض وليس كتاباً دينياً هادياً ومرشداً ولابد أن يكون واضحاً لكى يقنع ويهدى ويرشد ،ولايعنى وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففى إعتقادى أن وجود هذه المفاهيم هى دليل قوة لأنها تحترم مبدأ هاماً وترسخه وهو أن الدين الإسلامى وكتابه الجليل الكريم المقدس يتفاعل مع الواقع بقوة وحميمية وهذه هى معجزته الحقيقية فهو ليس ألواحاً أو أوامر قبلية تهبط فجأة مجتمعة ومتكاملة بدون وضع أدنى إعتبار للبشر الذين سينفذون أو الواقع الحياتى الذى سيحتوى ويتفاعل مع هذه الأوامر والنواهى والأفكار ،ويؤيد كلامى هذا علوم القرآن المختلفة مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ ....الخ التى تشير كلها إلى الصفة التفاعلية مع الواقع التى يحملها القرآن ،وهو ماينفى عنه أنه كتاب تنجيم علمى وألغاز كونية تستعصى على الفهم ولن تحل إلا بعد ألف سنة ،فالقرآن قد نزل للتفهيم وليس للتعجيز ،ومايفعله بهلوانات الإعجاز العلمى من لوى لعنق الألفاظ وتعسف فى تفسيرها للدلالة على الإعجاز العلمى هو تعارض وتناقض مع جوهر فكرة القرآن الذى يخاطب ويلتحم بالواقع ويتفاعل معه .
[ فكرة أنه لايوجد فى القرآن إعجاز علمى فكرة قديمة ليست وليدة اليوم ولست أنا أول من رددها ولكن رددها من قبل أناس لايمكننا أن نشكك فى إسلامهم وغيرتهم على دينهم،وقد أحس الكثير من المفكرين المسلمين المستنيرين بخطر هذه المحاولة المتعسفة التى تحمل بداخلها ديناميت شديد الإنفجار وأول ماسيفجره هذا الديناميت هو الدين نفسه ،ومنذ أكثر من نصف قرن هاجم الشيخ الراحل الإمام الأكبر محمود شلتوت هذه المحاولات وسخر منها قائلاً لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس فى يوم ما -نظرية دارون مثلاً -أن يأتى إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين ،ورفض الشيخ شلتوت فى كتابه تفسير القرآن الكريم ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمى قائلاً " إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك ،أولاً :لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف ،ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولايستسيغه الذوق السليم ،ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم فى كل زمان ومكان ،والعلوم لاتعرف الثبات ولاالقرار ولاالرأى الأخير فقد يصح اليوم فى نظر العلم مايصبح غداً من الخرافات " ،إنتهى كلام الشيخ شلتوت فهل يكفره تجار الإعجاز العلمى ودجالوه ؟!،تحدث الشيخ وكأنه يتنبأ بماسيفعله بنا د.زغلول النجار بصفحته المفروشة التى تؤجرها له الأهرام كل يوم إثنين والتى لم تتوفر لعمالقة الفكر المصرى طوال تاريخه ولكنه زمن الدروشة الذى جعل صوت العقل أخرس ويد التنوير مشلولة وتجار الدين مليارديرات ونجوم فضائيات وسماسرة فتاوى ،المهم أن شيخنا الجليل قد تصدى لمحاولات مروجى وهم الإعجاز العلمى ونجح وقتها لأن هذه المحاولات كانت مجرد بذور جنينية ولم تكن قد إنتظمت فى شكل تيار كاسح وحزب شرس كماهو الحال الآن.
المصدر
هناك تعليقان (2):
Copié collé d’un texte d’une futilité déconcertante, dépourvu de valeur scientifique réelle, émanant d’un certain Khaled Montasser, sexologue (spécialiste en masturbation et en coït), égyptien copte connu pour sa haine viscérale de l’islam et champion de la fraude intellectuelle.
Un texte par ci, une citation par là…. Khaled Montasser, Ismail Adham ou jha, je comprend que c’est pour la bonne cause !! Mais pas à ce point !!
Si ça te suffit comme références pour expliquer le bien fondé de ce que tu défends, moi je trouve ça un peu maigre!!
Si les choses se présentent ainsi, tu devras faire le deuil des ressorts de son fonds de commerce
يا ملحد سابق
بالله فكك من اللوغة الفارغة
صحيح هذايا كوبيا كولي ما قلتش حاجة أخرى
أما كان عندك إعتراض على حاجة مكتوبة قولها وموش لازم تبدأ تطرح في شعارات وكلام كبير تفهم ما تجم تفهم منوا حتى شئ
والإعتراض لازم يكون على الفكرة موش على الشخص كاتب الفكرة أو ناقلها.
ونقطة أخرى وهو مجرد طلب لا اكثر : كان تنجم إكتب بالعربي (هاك تباركالله إسمك كاتبو بالعربي).
وعلى حكاية إنك تراه maigre يا خويا امورك تراه سمين وإلا ضعيف هذا يعكس نظرتك.
إرسال تعليق